الطحالب هي مستقبل الزراعة المستدامة
الكنز الأخضر
تعود فكرة زراعة الطحالب واستغلالها كمصدر هام للمواد الغذائية إلى مئات السنين؛ حيث تم زراعتها أولا في الصين واليابان على ضفاف الأنهار والبحيرات الداخلية والبحار، ويبلغ إنتاج الصين من الطحالب حوالي 70% من الإنتاج العالمي.
ويتم زراعة الطحالب عن طريق ربطها على الأفرع المرجانية الميتة أو الصخور، أو قد تعلق على عوامات موضوعة داخل الماء، كما قد تثبت على شباك داخل الأنهار والبحيرات، ويتم تسميدها باليوريا؛ حيث يوضع هذا السماد في أوعية مثقبة، وتدفن بالقرب من الطحالب المزروعة.
كما تم استخدام خزانات المياه في المناطق الصحراوية والتي تعتمد على مياه الأمطار المتجمعة فيها لإنتاج واستغلال بعض أنواع الطحالب غير الضارة بصحة الإنسان كمواد أولية للصناعات الغذائية البشرية.
إن استغلال هذا المصدر الغني بالبروتينات لإنتاج الغذاء المناسب للإنسان يعتبر أمرا هاما وحيويا، وبعد إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات فمن المؤكد أنها ستوفر مصدرا متجددا يلبي بعض حاجة البشرية الملحة للغذاء والدواء، والطاقة أيضا.
اكتشاف نوع من الطحالب البحرية الزرقاء تنشط الجهاز المناعى وتحارب الشيخوخة، وقد اكتشف فريق من العلماء الفرنسيين فى المكسيك نوعا من الطحالب البحرية الزرقاء تعرف باسم السبيرولينا تعتبر أصل الحياة على الأرض وأول من توصل إلى التمثيل الضوئى منذ ما يقرب من 3.5 مليار سنة. وكان الشعب الازبتيك الذى عاش فى هذه المنطقة منذ قديم الزمان، يستخدم “السبيرولينا” ويعيش عليها، حيث إن لديها قدرة غذائية رهيبة لاحتوائها على نسبة عالية من البروتينات لعلاج سوء التغذية وفيتامينات وبيتا كاروتين بالإضافة إلى فيتامين بى 8 وبى 7 وبى 6 وبى 3 وبى 2 وبى 1 ودى وهـ وفيتامين ألف. كما يعتبر السيبرولينا غنيا بالمعادن من الكالسيوم والفوسفور والماغنسيوم والحديد والزنك والنحاس والصوديوم والبوتاسيوم والسيليليوم. وهو غنى بالكلوروفيل والأحماض الدهنية مثل أوميجا 6– وحمض جامالينوليك ويساعد على تنظيم نسبة الكولسترول فى الدم إلى المستوى المناسب. ويتم استخدامه بعد تجفيف الطحالب ثم تستهلك مثل التوابل الغذائية التى تعمل على تجديد الدم مثل هرمون ايبو الذى ينشط كرات الدم الحمراء فى الدم مما جعل الطباخين الفرنسيين يستخدمونه فى مأكولاتهم وذلك جعل فرنسا رائدة على مستوى العالم فى استخدام هذا النوع من الطحالب الذى اكتشفته فى 1960 فى بحيرة تيكسكوكو فى القرن الـ(16) عندما غزا الأوروبيون أمريكا كذلك ظهر فى تشاد حول بحيرة تشاد فى 2001.. ومازال يستخدم فى وجبات الطعام ويباع فى الأسواق فى صورة بسكويت. يعتبر تأمين الغذاء الكافي والمناسب للإنسان في المستقبل القريب، أحد أهم التحديات التي تواجه البشرية، ففي عام 2050 يتوقع العلماء أن يتجاوز تعداد البشر 9 مليارات نسمة، وهذا يعني تضاعف الطلب العالمي على مصادر المواد الغذائية التقليدية.
من هنا كان تفكير الباحثين منصبا لاستغلال موارد غير تقليدية لإنتاج الغذاء المناسب للإنسان والذي يلبي الطلب المتزايد على الأغذية، فاستحدثت وطورت تقنيات جديدة للإنتاج الغذائي، ومنها تقنية زراعة الطحالب الصالحة للاستهلاك الآدمي.
تحتوي الطحالب على 45-60% من وزنها بروتينا، وهي تستخدم في الكثير من أماكن العالم كغذاء للحيوانات والطيور والأسماك، وقد أثبتت الدراسات والأبحاث الطبية، احتواء بعض أنواع الطحالب على مضادات للفطريات والبكتيريا، إذ تم استخراج بعض العقاقير والأدوية الهامة منها، كبعض علاجات مرض السرطان والإيدز وغيرها الكثير، وتجدر هنا الإشارة إلى الأبحاث التي أجراها فريق من العلماء في معهد البحوث التابع لكلية الطب في جامعة كاليفورنيا، حيث أثبتت دراستهم، أن بعض أنواع الطحالب مثل ( (سبيرولينا) لها تأثيرات إيجابية على الجهاز المناعي للجسم وتحفز جسم الإنسان على التغلب على بعض الأمراض الخطيرة، ومن جانب آخر حذرت الدراسة من احتواء الكثير من الطحالب على مواد سامة وضارة، مثل مادة ( مايكروكستين).
ويتم زراعة الطحالب في بعض المزارع السمكية حيث تعمل كمصاف حيوية لامتصاص النيتروجين، وهناك بعض أنواع الطحالب التي تستخدم في معالجة مياه الصرف الصحي وإدمصاص المعادن الثقيلة منها ثم يجري معالجتها ببعض أنواع الحوامض للتخلص من هذه السموم الخطيرة.